الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَاكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.وقوله: {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَاكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا}.يعنى التنزيل، وقال بعضهم: أراد القرآن والإيمان، وجاز أن يقول: جعلناه لاثنين؛ لأن الفعل في كثرة أسمائه يضبطه الفعل، ألا ترى أنك تقول: إقبالك وَإِدبارك يغمنى، وهما اثنان فهذا من ذلك. اهـ.
أي: لا ألقى أخًا يشبهه، ولا شبهًا بعيدًا. وقيل: إن {مثلًا} بمعنى (مثل) كشبه وشبه. والمثل: الوصف، كقوله: {مثل الجنة}، أي: وصفها، فيكون معنى الآية: ليس كوصفه شيء، أي: ليس وصفه شيء. وذكر القاضي كثير- رحمه الله- أن الكاف أبلغ في نفي التشبيه، تقديره: أنه لو قدر له مثل في الوهم، لم يكن لذلك المثل شبيه، فكيف يكون لمن لا مثل له شبيه وشريك. وهذه المعاني أحسن من أن يطلق القول بزيادة الكاف، وإن جاء ذلك في الشعر، قال رؤبة: والمقق: الطول، أي: فيها طول. وعلى لفظ القرآن في شعر الهذليين: {يذرؤكم فيه} [11] أي: على هذا الخلق المشتمل عليكم وعلى أنعامكم.{لا حجة بيننا وبينكم} [15] لا حجاج بعد الذي أوضحناه من البينات وتصديتم لها بالعناد.{أمرت لأعدل بينكم} أي: في التبليغ والإعلام.{ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} [20] أي: نؤتيه كما نؤتي غيره، لا أنه يجاب إلى كل ما سأله.{ولولا كلمة الفصل} [21] الكلمة التي سبقت في تأخير عذابهم.{ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا} [27] هذه الكلمة مع فرط إيجازها، وقلة حروفها، متضمنة لمعاني أسفار من خطب وأشعار، في حكمة تقدير الأرزاق، وتضييق المعاش. والجاحظ كثير الإلهام بها في كتبه، وله فيها رسالة فريدة بديعة. وقد أحسن الأعرابي الإلغاز عنها فقال: ومثله قال آخر: وقال آخر: أي: السحاب، وهو النجو كما يفسره في الشرع إذا وقع بمكان بطر أهلها وبغوا، فأخاف من ذلك على صديق، وهو كالأصدقاء في كلام العرب.{ويعلم} [35] بالنصب، بإضمار (أن)، أي: وأن يعلم، والضمير للمجادلين. و(الذين) في موضع الرفع بالفاعل، وأن مع الفعل بمعنى المصدر، فعطف على مصدر الفعل الأول، وتقديره: إن نشأ يكن الهلاك وعلم المجادلين: أن لا محيص لهم. وقيل: إن نصبه على الصرف من الجزم عطفًا على قوله: {ويعف عن كثير}.{وأمرهم شورى بينهم} [38] يأمرهم بترك الاختلاف، والتوفر على الائتلاف، كقولك: أمرهم فوضى بينهم.أي: لا يستأثر بعضهم على بعض، وأصل هذه الكلمة من الشور وهو العرض.{من طرف خفي} [45] يسارقون النظر.{إلا وحيًا} [51] قيل: إنه داود عليه السلام، ألقي في روعه ونفث في قلبه فزبر الزبور.{أو من ورائ حجاب} موسى.{أو يرسل رسولًا} [51] جبريل إلى محمد عليهم السلام.{روحًا من أمرنا} [52] أي: القرآن.تمت سورة الشورى. اهـ.
مقال أبو الحسن: انشدني يونس هذا البيت هكذا وجعل {الَّذِي يُبَشِّرُ} اسما للفعل كأنه التَبْشِير كما قال: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} أي: اصدع بالأمر. ولا يكون ان تضمر فيها الباء وتحذفها لأنك لا تقول كَلِّمْ الذِي مَرَرْتُ وانت تريد بِهِ.{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}.وقوله: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ} أي: استجاب. فجعلهم هم الفاعلين.{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}.وقال: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} اما اللام التي في {وَلَمَن صَبَرَ} فلام الابتداء واما ذلك فمعناه- والله أعلم- ان ذلك منه لمن عزم الأمور. وقد تقول: مَرَرْتُ بدارٍ الذراعُ بِدِرْهَمٍ أي. الذراع مِنْهَا بِدِرْهَمٍ و: مررت بِبُرٍّ قفيزٌ بدرهم أي: قَفيزٌ منه واما ابتداء إن في هذا الموضوع فكمثل {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ} يجوز ابتداء مثل هذا اذا طال الكلام في مثل هذا الموضع.[169].{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقال الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ}.وقال: {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} جعل الطَرْفَ العين كأنه قال ونظرهم من عين ضعيفة- والله أعلم- وقال يونس: ان {مِن طَرْفٍ} مثل: بِطَرْفٍ كما تقول العرب: ضربتُه في السَّيْف وبِالسَّيْفِ.{صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ}.وقال: {أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} لأن الله تبارك وتعالى يتولى الأشياء دون خلقه يوم القيامة وهو في الدنيا قد جعل بعض الأمور إليهم من الفقهاء والسلطان واشباه ذلك. اهـ.
29- {وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ} أي نشر.32- {وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ} يعني: السفن، {كَالْأَعْلامِ} أي الجبال. واحدها: علم.33- {فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ}، أي سواكن على ظهر البحر.34- {أَوْ يُوبِقْهُنَّ}: يهلكهن. يقال: فلان قد اوبقته ذنوبه. وأراد: أهل السفن.38- {وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ} أي يتشاورون فيه.45- {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}، أي قد غضوا أبصارهم من الذل.50- {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرانًا وَإِناثًا} أي يجعل بعضهم بنين، وبعضهم بنات. تقول العرب: زوجت إبلى، إذا قرنت بعضها ببعض. وزوجت الصغار بالكبار: إذا قرنت كبيرا بصغير.51- {أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا}: في المنام، {أَوْ مِنْ وَراء حِجابٍ}: كما كلم موسى عليه السلام، {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} أي ملكا، {فيوحي بإذنه ما يشاء}: فيكلمه عنه بما يشاء. اهـ.
|